عيد الميلاد المجيد 2016

رسالة السبيل بمناسبة عيد الميلاد المجيد 2016

المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة

 

،إخوتي وأخواتي الاحباء

عيد الميلاد المجيد هو عيد المحبة والفرح والسلام، نحتفل به سنوياً بالرغم من صعوبات الحياة ومآسيها. إن روح الميلاد يملؤنا ويملأ أهلنا وأحباءنا بشعور الفرح والابتهاج. أَلَم تبشر الملائكة الرعاة بفرح عظيم وتنادي بالسلام والمحبة لجميع الناس؟ نعم عيد ميلاد المسيح يبعث فينا الفرح ويجدّد فينا الأمل والرجاء لحياة افضل يعمها السلام والوئام في بلادنا وفي العالم أجمع.

فإذ نتامل بالمعاني السامية لعيد ميلاد المسيح نقارنها بأنانية وغطرسة هيرودس الملك ومن يمثّله في وقتنا الحاضر. فما هي بعض الدروس التي يجدر بنا ان نستنتجها في هذا العيد وعلى ضوء احوالنا الحاضرة.اولاً: إن احصاء السكان الذي فرضه الامبراطور اوغسطس بان يُكتتب الناس في بلدهم الأصلي، أجبر يوسف ومريم ان يسافرا من الناصرة الى بيت لحم (مسافة تبعد اكثر من مائة وستين كيلومتراً) في ظروف صعبة وبينما كانت مريم العذراء في أيامها الاخيرة من الحمل. يذكرنا هذا بالمشقات التي يعيشها شعبنا الفلسطيني تحت الاحتلال. ففي كل مرة تقرّ فيها  الحكومة الاسرائيلية قوانين جديدة تخدم مآربها  الخاصة، فانها تجحف بحق شعبنا الذي يتحمل المعاناة والصعوبات وانتهاكات حقوق الانسان، بينما يجلس المشرّعون الاسرائيليون خلف مقاعدهم المريحة غير مبالين بامتهان كرامة الانسان وحقوق الآخرين

هذا ما حدث عندما اتخذ قادة الحركة الصهيونية ومن بعدهم دولة اسرائيل القرارات ضد الشعب الفلسطيني، وليس هم فحسب بل مسيحيون غربيون صهيونيون امثال بلفور، والذين اتخذوا القرارات بتقسيم فلسطين وتشتيت شعبها وسلبه أراضيه، وبهذا حوّلوا حياة أهلها الى جحيم ظانّين خطأً انهم بذلك يحققون مشيئة الله

ثانياً: نقرأ في قصة الميلاد أنه عندما سمع هيرودس الملك عن مولد المسيح اضطرب هو وجميع سكان القدس معه. يبدو للعيان بان الملوك والرؤساء هم أقوياء ولكنهم يرتعبون من اي أمر او شخص يهدد كيانهم ويُقوّض سلطتهم. فهيرودس اضطرب لمجرد سماعه عن مولد المسيح. إن رؤساء العالم يشعرون بالتهديد من اصحاب الضمائر الحية ومن كل انسان يمتلك الشجاعة ليرفع صوت الحق فينادي بتحقيق العدل. فقوة الحق تتمثل برؤية الأمور كما يجب ان تكون وكما يرضاها الله. هذه الصورة تنطبق ايضاً على اوضاعنا الحاضرة. فالاقوياء الظالمون يخشون من ظهور الحق وتحقيق العدالة. وعندما يخافون ويضطربون كهيرودس يزدادون بطشاً واجراماً كما فعل هيرودس بقتله اطفال بيت لحم

ثالثاً:  رغم هذا كله علينا  أن نتذكر دائما  حضور الله المحب والمخلّص والمحرّر، الذي  يهتم بالفقراء والمظلومين. رسالة الميلاد هي خبر سار عن إله محب وعادل ارسل لنا مخلّصاً ومحرّراً ليقول لنا لا تخافوا، الله معكم ولن يترككم. الله يعمل بواسطتنا لنشهد للحق ولنقاوم الشر ولنساهم في صنع العدل والانصاف

في هذا العيد نضع رجاءَنا في طفل الميلاد، في صاحب العيد، في الرب يسوع المسيح فهو مخلصنا ومحررنا لا بأسلحة البطش والعنف ولا بطمس الحق ودفن الحقيقة وانكار حقوق الانسان. بل بالعمل مع الله لاظهار الحق وصنع العدل وتقديم المجد والاكرام لاسمه القدوس

في هذا يكمن أساس السلام والامن لجميع سكان بلادنا وللعالم أجمع

يتمنى لكم مركز السبيل أخلص تحيات عيد الميلاد المجيد

وكل عام وأنتم بخير

 

القس نعيم عتيق

رئيس الهيئة الادارية

كانون الاول 2016

القدس

رسالة السبيل بمناسبة عيد الميلاد المجيد 2016